يروي السيد ابو موسى مصطفى بلقيس انه شاهد ارتالاً من اليات الصهاينة تتقدم نحو القرية من طريق السهل الترابي غرباً، و تتقدم مجموعات صهاينة راجلة من مرتفعات الدهرة شمال القرية، كانوا يطلقون النيران من اسلحة الية كما يقذفون القرية بالقذائف الصوتية المرعبة بين الحين و ل.الحين. وما ان وصلت اعدادهم بيوت القرية من الجهة الشمالية حتى بدأوا بتحطيم ابواب و شبابيك البيوت المقفلة بالبلطات ينهبون ما شاء لهم ثم يتم تفجيها بالالغام.
و يتابع ما زلت اتذكر اسماء المجتهدين المسلحين من رجال القرية: علي قدورة، خليفة الصفدي، محمود الزعزوع، صالح محمد (ابو علي) الجشي، عيد سعيد فيراوي، خليل الحاج خليل، صالح الصفدي، علي مرجان، عمر الاشوح، جميل يعقوب، فضل يعقوب، فضل بلقيس، الدليل فيراوي، ركاد يعقوب، خليل الصفدي، محمد الصفدي، محمد سعيد الاشوح، صالح بلقيس، فتح الله جوهر، خالد الاشوح،
توفيق احمد شاكر الجشي، محمد عارف المصري، عبد الله ركاد الجشي، عمر احمد شاكر الجشي، الحاج درويش الخليل، محمد جوهر، محمود الحاج درويش الخليل، نور الهدى محمود مرعي.
و يقدم ابوموسى مصطفى بلقيس اعتذاره لمن كان من رجال القرية مداوماً و سقط اسمه سهواً لضغف الذاكرة في سن الشيخوخة. اجتمع الرجال الذين كانو في قاعدتهم العسكرية امام دار فارس افندي سرحان شمال شرق القرية و دار نقاش حاد.
كان الشباب مندفعين للمواجهة و الاستشهاد، لكن كبار السن ذوي الخبرة العسكرية فضلوا النسحاب بسبب اعداد الصهاينة الهائل، كانوا مدججين بالاسلحة الحديثة و المدافع و الاليات فضلاً عن عدد و تعداد المشاة، بينما كان عدد رجال القرية لا يزيد عن ثمانين رجلاً، كانوا يمتلكون بنادق قديمة و متنوعة المصدر و ذخائر محدودة و متنوعة. و بعد جدل كفة العقلاء بالانسحاب على شكل مجموعات شرقاً نحو قرية ترشيحا على صدى الانفجارات المتلاحقة. توقفنا في مرتفع بساتين الشبابك نودع قريتنا و قد لفها الدخان و الغبار المتصاعد ينبعث منها رائحة البارود السموم. وذانِّك هي بلدي.
المصدر: كتاب الكابري
الحاج بدر الدين الجشي